top of page

 

  من أوربا إلى مجالات الاتحاد الأوربي:

 مقدمة:

 من بين الأهداف الأساسية للاتحاد الأوربي،تقليص الهوة بين دول المجموعة، و الحد من التباين و من عدم التكافؤ بين مجالات الإتحاد الأوربي.

 لذلك و ضعت الدول مجموعة من المؤسسات لتدبير و إعداد المجال ، و يخصص الاتحاد 80٪ من ميزانيته لتحقيق هذه الاهداف، لكن هذه السياسة التي تعمل على تدبير رهانات سياسية و اجتماعية، هي اليوم محط انتقادات بين الوحدة و التعدد...

  I) الاتحاد الأوربي:  الامكانات و الحدود.

 أ) تجزئة حديثة للحدود داخل الاتحاد

 أوربا ليست مجرد تراكم تاريخي لآلاف السنين بل هي كذلك نتاج لمجموعة من الصراعات و الحروب بين الأديان و الأعراق و الامبراطوريات و الملوك، 

 ابتداء من القرن XIX ساهم المد القومي في ظهور صراعات و توترات أدت إلى ظهور دول قومية ( الدولة القومية ، مفهوم نشأ في أوربا) استمر المد القومي و ساهم في تغيير الخريطة السياسية للاتحاد الأوربي وإعادة الهيكلة الجيوسياسية للمجال و حركية السكان.

 أوربا اليوم، أصغر قارة و هي  مع ذلك أكثر القارات تجزئة سياسيا، حيث انتقلت من 22 دولة سنة 1914 إلى 49 دولة.

 ب) مجال في توسع مستمر، لكنه يثير انتقادات.

 حدود الاتحاد الاوربي، نتيجة لمسار من التوسعات بلغت اليوم مرحلتها الخامسة منذ معاهدة روما 1957 و التي تأسس بموجبها المجموعة الاقتصادية الأوربية ( و التي وقعتها 6 دول: فرنسا و الجمهورية الفدرالية الألمانية، و إطاليا، و دول البنلوكس)

 يمتد الاتحاد الأوربي على مجال يضم 27 دولة بها حوالي 500 مليون نسمة على 4مليون كلم2، مع إضافة مجالات ما وراء البحار التابعة لمجموعة من الدول الأعضاء.

 نتيجة ديناميته و موقعه كقطب ضمن الثالوت الاقتصادي العالمي، يستقطب الاتحاد الأوربي السكان و الأنشطة، على عكس ما تنقله وسائل الإعلام فإن طلبات الترشيح لعضوية الاتحاد الأوربي تصل إلى 5 طلبات و ينتظر أن يصل عدد الأعضاء إلى 30 خلال العشر سنوات القادمة.

 في انتظار توسيع الاتحاد الاوربي أو عدمه، و تخطيط حدود جديدة أو لا،فإنه يعزز من مراقبة حدوده مع الخارج، مع دول أوربا الوسطى و جنوب القوقاز،و دول المغرب الكبير و الشرق الأوسط و التي لاترغب في الانخراط في الاتحاد، و من مصلحة الاتحاد أن يكون هذا الحزام مستقرا وأن يرتبط بشراكات استراتيجية معه.

 ج) اتحاد أوربي بنواة صلبة مع وجود دول أعضاء أقل التزاما.

 توجد مجموعة من الدول في قلب بناء الاتحاد الأوربي و تنخرط في كل بنياته، تتعامل بالعملة المشتركة الأورو، كما توجد في مجال شنغن، و يبقى الثنائي فرنسا و ألمانيا، محرك الاتحاد لتطوير و تعميق المؤسسات، رغم الخلافات التي تظهر من حين لآخر حول بعض الأهداف أو بعض الأسبقيات...مثلا، في الوقت الذي تركز فيها الماتيا على الإهتمام بأوربا الوسطى، تركز فرنسا على الجنوب و الجنوب الشرقي.

 مع فرنسا و ألمانيا، نجد كذلك إطاليا و دول البنلوكس( الدول المؤسسة) بالإضافة إلى أسبانيا و البرتغال و إيرلندة و اليونان و النمسا و فنلندة و التي تتبنى فكرة إنشاء مؤسسات لتسيير الإتحاد ( مؤسسات فوق قومية).

 أما باقي الدول الأخرى فترى في الإتحاد الأوربي إطارا للتبادل الحر و للتنمية الاقتصادية، و تبقى و فية لفكرة الدولة القومية و السيادة، و على رأس هذه الدول المملكة المتحدة.

 الاتحاد الأوربي حاليا، مجموعة من الدول القومية التي تتجمع حول مبدأ انفتاح الاسواق و الاقتصاد اليبرالي، مع وجود مجموعة من الدول التي تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة، الشيئ الذي يضعف الاتحاد الأوربي في المحافل الدولية. كما أن إصلاح المؤسسات أصبح أمرا بالغ التعقيد مع ارتفاع عدد الأعضاء و تباين مصالحهم و استراتيجياتهم.

  II) التباينات،و عدم التكافؤ السوسيوـ مجالي: تدخل الاتحاد في المجال.

 

 MOHAMED  KAZAR

bottom of page