
مسارات القوة الولايات المتحدة الأمريكية و العالم منذ 1918
منذ مطلع القرن العشرين ، برزت الولايات المتحدة الأمريكية في نفس الوقت كأول قوة عالمية و كقوة تسعى إلى نشر تصورها السياسي والأخلاقي للأمن الدولي عبر أطراف العالم ، و قد تراوح وضعها و دورها و مواقفها على امتداد قرن بين الإنعزال عن الشؤون العالمية أو التدخل فيها و بين البحث عن الاجماع و التوافق الدولي و بين المبادرة الأحادية
كيف تصورت الولايات المتحدة دورها العالمي في فترة ما بين الحربين؟
كيف أقامت نظامها الحر في سياق الحرب الباردة؟
إلى أي حد نجحت في تدبير الشأن الدولي كقوة عظمى و كقوة شمولية في سياق منظومة عالمية متعددة الأقطاب؟
مرحلة ما بين الحربين : تأرجح بين الاتفتاح و الانعزال 1920 / 1918
محاولة تدويل مبادء ولسون
برزت الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر مستفيد من الحرب العالمية الأولى و في أطار الدبلوماسية المتعددة الأطراف كانت وراء تأسيس عصبة الأمم وفق ما طرحه الرئيس ولسن كمبادء مثلى و في مقدمتها مبدأ تقرير مصير الشعوب نفسها بنفسها و الأمن الجماعي و التضامن بين الدول في حال تعرص أحدها إلى عدوان أجنبي
عقد العشرينيات انعزال دبلوماسي
كانت المفارقة في أن الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي رفضت مشروع الرئيس ولسون المنتمي إلى الحزب الديمقراطي و امتنعت عن المصادقة على على معاهدة المشاركة في عصبة الأمم بدعوى الحفاظ على امتيازات الولايات المتحدة كقوة مستفيدة من سياق ما بعد الحرب و خوفا على سيادة البلاد اتنهى حلم ولسون و اختارت الولايات المتحدة سياسة الانعزال التي تجلت في غلق أبواب الهجرات الوافدة و العمل على إضعاف القوة الاقتصادية الأولى عالميا و هي انجلترا
عقد الثلاثينيات انكماش و حمائية
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية عشرينيات القرن أن تمتلك٪ 45 من احتياطي الذهب العالمي و أن تتحكم في 1/3 الاستثمارات العالمية و أن تتحول من مدينة إلى دائنة إلا أن أزمة وول ستريت سنة 1929 عصفت بكل الأسس التي بنبت عليها قوة الولايات المتحدة خلال العشرينيات
و قد بدل الرئيس روزفلت 1945/ 1932 جهودا كبرى منذ 1933 من خلال سياسة المشاريع الكبرى و برامج المساعدات الاجتماعية لأنعاش الاقتصاد
حولت جل مصانع الولايات المتحدة إلى الاهتمام و الاتناج من أجل السوق الداخلية NEW-DEALو هي السياسة المعروفة
ثانيا مرحلة الحرب العالمية الثانية و الحرب الباردة حسم مع الانعزالية1945 / 1945
على الولايات المتحدة العودة إلى الساحة الدولية و فهمت أن الحرب الكونية لا تتوافق مع حيادها ففي غشت PEARL HARBOR فرض حادث بيرل هاربور وقع روزفلت مع تشرشل إعلان ميثاق الاطلنتي الداعي إلى نطام عالمي جديد يعتمد مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها كل هذا يعني أن الولايات المتحدة حسمت مع الانعزالية لتنهج سياسة الانخراط و التدخل في الصراعات الدولية