top of page

 

  مقدمة:

 السواحل أوساط مستقطبة للسكان، و الواجهات البحرية مجالات تتركز بها الأنشطة كالصيد و الملاحة البحرية و المبادلات و التنقيب عن مصادر الطاقة، و الإنتاج الصناعي و الأنشطة السياحية. بما أن مساحات هذه المجالات محدودة على الأقل على مستوى عرضها فإن الضغط يتزايد عليها باستمرار مع زيادة متطلبات العولمة

  I) تركز السكان و الأنشطة الاقتصادية على السواحل:

 ا) نسبة متزايدة من ساكنة العالم:

  توجد أكبر التجمعات السكانية على السواحل،( في الولايات المتحدة، و البرازيل واليابان و أوربا و الهند و الصين...) كما توجد كثافات جد عالية على سواحل بنغلاديش، 1000 نسمة في الكلم2  أو في هولندا 400 نسمة في الكلم2 ، كما أن الميغالوبولات الكبرى( المدن التي تفوق ساكنتها 10 ملايين نسمة)  غالبا ما تقع على السواحل مثل طوكيو و نيويورك، و في مجموعة من الدول كفرنسا و الولايات المتحدة، تعرف المناطق الساحلية زيادة ديمغرافية مهمة.

 رغم ذلك ليست كل السواحل آهلة و مجهزة، حيث توجد بعض السواحل بها مستنقعات، أو أجراف شديدة الانحدار،أو غابات المنغروف، أو سواحل المناطق الباردة أو الصحراوية... التي تكاد تكون خالية من السكان.

 ب) الثورة في الملاحة البحرية و تجهيز الموانئ

 الطرق الملاحية البحرية الكبرى تربط القارة الأوربية بأمريكا الشمالية كما تربط القارة الأمريكية بالقارة الآسيوية و تريط آسيا بأوربا مرورا بالشرق الأوسط، كما توجد الطريق التي تحادي السواحل الإفريقية... و تبدو أوقيانيا أو أمريكا اللاتينية أكثر انعزالا.

 تؤدي هذه الطرق البحرية إلى الربط بين أهم ثلاث واجهات بحرية عالمية: الواجهة الآسيوية( الصين، اليابان، كوريا الشمالية، تايوان و سنغفورة)

 و الواجهة ألأوربية وواجهة أمريكا الشمالية. بين هاته الواجهات تتم معظم المبادلات التجارية العالمية، حيث تصل إليها المواد الأولية كالبترول و الفحم و الغاز الطبيعي و الحديد و البوكسيت، كما تصدر منها مجموعة من المنتجات المصنعة

 تضاعفت هذه المبادلات في العقود الأخيرة نتيجة التطور الكبير الذي عرفته و سائل المواصلات  حيث تزايد حجم البواخر فإلى حدود الخمسينيات كانت سعة أكبر البواخر 10000 طن أما اليوم فقد تصل حمولة البواخر العملاقة300000طن من البترول كما أصبحت البواخر متخصصة

 كما أن استعمال الحاويات سهل عملية الشحن و الافراغ، و استعمال و سائل نقل مختلفة بواخرأو قطارات أو شاحنات لنفس السلع...

 ج) السواحل أول وجهة سياحية

  بدأ سكان المدن يتجهون نحو السواحل من المدن المجاورة منذ القرن XVII لكن المدن الساحلية السياحية بدأت تستقطب السكان منذ 1850 مع تطور السكك الحديدية في انجلترا و فرنسا و هولندا، و اليوم يؤدي التطور المستمرلوسائل و أساليب المواصلات  ألى مزيد من الاقبال على السياحة الساحلية. السواحل السياحية مهمة في أوربا و أمريكا الشمالية، كما توجد مجموعة من الجزر المتخصصة في استقبال السياح، كجزر الأنتيل و جزر موريس أو السيشل أو المالديف أو بالي و تتميز بقربها من  الميغالوبولات لساحل البحر الأبيض المتوسط الإسباني أو الفرنسي أو الإيطالي كما قد تكون جادبيتها في بعدها أو انعزالها كجزر موريس أو تايتي.

 خلال القرن XIX  كان السواح يتنقلون بواسطة القطار و اليوم يستعملون سياراتهم الخاصة، و هكذا يعبر سكان أوريا الشمالية(من بلجيكا و هولندا و السويد...) المجال الأوربي و خاصة الفرنسي لقضاء عطلهم في جنوب فرنسا أو إسبانيا أو اليونان...مع انخفاض تكاليف النقل الجوي و عروض الشركات السياحية منذ 1980  بدأ السواح يتجهون إلى المناطق الساحلية المدارية و الشبه مدارية: سري لانكا، التايلاند، تونس...

 II) التنافس حول المجالات الساحلية

 

 MOHAMED  KAZAR

bottom of page