
:خرائط لفهم العالم
مقدمة : ما بين 1945 و 1991 انقسم العالم إلى معسكرين لكل منهما اختياراته الأيديلوجية : المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية
يتبنى الديمقراطية و اقتصاد السوق و المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي يتبنى النظام الشيوعي و الاقتصاد الموجه.و على المستوى الاقتصادي انقسسم العالم إلى مجموعتين:مجموعة دول الشمال،و هي الدول الأكثر غنى و الأكثر تقدما و مجموعة دول الجنوب الأقل تقدما و
. الأقل تصنيعا
منذ بداية التسعينيات تطورت العولمة الليبرالية و ظهرت قوى اقتصادية و سياسية صاعدة و جديدة و أصبحت العلاقات الدولية أكثر تعقيدا مع زيادة
ساكنة العالم و تدهور الوسط الطبيعي. لفهم هذه التحولات نستعمل خرائط متنوعة. لكن هذه الخرائط تمثل حقائق تتغير بسرعة لذلك يجب التعامل
معها بحس نقدي
الخريطة أداة أساسية
وضع الخريطة
الخريطة أداة لتمثيل مجموعة من الظواهر أو الحقائق بشكل مبسط وميسر
(الخريطة إسقاط لشكل منحني على سطح مستوي (ورقة
الإسقاطات الأكثر استعمالا هي الإسقاط الأسطواني و الإسقاط القطبي
أنواع الخرائط
( ...الخرائط الوصفية لتمثيل مجموعة من الظواهر المجالية و الطبيعية و توزيعها (كالغطاء النباتي و التساقطات
(...الخرائط التحليلية ، يتم إنجازها من خلال إحصائيات لتمثيل ظواهر مجردة (كالكثافة السكانية أو مؤشر التنمية البشرية
تمكن إبراز التباينات المجالية و تحليلها
الخرائط التركيبية، و هي خرائط تدمج مجموعة من الوقائع الجغرافية
الخرائط الأنامورفيك، و هي خرائط لا تحترم هذه الخرائط حقائق المساحة، و التي تتغيرحسب قيمة و حجم الظاهرة الممثلة
قراءة جيوسياسية للعالم
قوى تقليدية و قوى صاعدة
..الجيوسياسية هي تحليل مجالي لتوازنات القوة و للعلاقات التنافسية بين مجموعة من الفاعلين كالدول أو الجماعات المسلحة أو المؤسسات الكبرى
بعد 1991 و مع تفكك الاتحاد السوفيتي و أصبحت الولايات المتحدة القوة الكبرى على المستوى العالمي، فهي دولة نووية و هي قوة ردع، وعضو دائم في هيئة الأمم المتحدة تتمتع بحق الفيتو كما أنها تتوفر على أقوى مركب للصناعات الحربية، و لها عدة حلفاء في أوربا و آسيا
...ما بين 1991 و 2001 لعبت الولايات المتحدة دور دركي العالم حيث تدخلت عسكريا في مجموعة من النزاعات بالكويت و الكوسوفو و البوسنة
منذ 2001 أي بعد الهجومات على نيويورك و خاصة بعد 2007 مع الأزمة الاقتصادية تزعزت مكانة الولايات المتحدة في العالم، رغم أنها لا زالت تحافط على أول ميزانية عسكرية في العالم، هكذا أصبح دور مجموعة من الفاعلين يتزايد على المستوى الجيوسياسي عالميا، كفرنسا و المملكة المتحدة اللتان تملكان بدورهما السلاح النووي و تتمتعان بحق الفيتو في هيئة الأمم المتحدة
أما الاتحاد السوفيتي فبعد أزمة عميقة تمكن من إعادة بناء قوتها العسكرية و أستعادت مكانتها على الرقعة الجيوسياسية العالمية كتدخلها في أوكرانيا سوريا كما تتزايد أهمية قوى صاعدة كالصين و الهند اللتان تحاربان القرصنة في المحيط الهندي كما يتزايد دور باكستان و نيجيريا
أما إيران و كوريا الشمالية تتعرضان للعقوبات لمنعهما من التوصل إلى إتناج السلاح النووي
نزاعات و صراعات متعددة
تراجعت حدة و طبيعة الصراعات بين مجموعة دول الشمال عكس ما يحدث في مجموعة دول الجنوب حيث أن مجموعة من الأقليات العرقية و الثقافية و الدينية... أصبحت لا تتردد في حمل السلاح ضد النظام القائم للدفاع عن حقوقها و مصالحها و مطالبها.كما برزت مجموعة من النزاعات حول الحدود البحرية و البرية بين الدول، خاصة عندما تتوفر على هذه الحدود ثروات للطاقة أو المعادن أو المياة و كذا عندما توفر هذه المجالات امتيازات استراتيجية في إطار العولمة
تبقى الحروب الأهلية أهم مظهر لهذه النزاعات و يمتد أغلبها على مجال يقع بين إفريقيا و غرب الصين. على طول هذا الخط انهارت مجموعة من الدول كالصومال و ليبيا و برزت مجموعات مسلحة اعتمدت بنيات جديدة للسلطة مثل" داعش" كما تم إضعاف دول كالعراق و مالي. كما أن العولمة و انفتاح الحدود مكن بعض التنظيمات الإرهابية من اكتساب مكانة دولية كتنظيم القاعدة
الحكامة الدولية
لتنظيم العلاقات الدولية ظهرت منظمات و مؤسسات أهمها تحت سيطرة و مراقبة دول الشمال الأكثر قوة
سنة 1944 و مع مؤتمر بريتن وودز اتفق المجتمع الدولي على خلق البنك الدولي و صندوق النقد الدولي
سنة 1945أسست الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية هيأة الأمم المتحدة
سنة1975، مع نهاية الثلاثينيات المجيدة و لمواجهة الأزمة الاقتصادية وضعت الدول الغنية مجموعة 6 التي تحولت إلى مجموعة7 ثم إلى مجموعة 8 مع 1999 ثم تعويض مجموعة الثمانية بمجموعة 20 التي تضم العشرين دولة الأكثر دينامية اقتصادية و التي استغلت الأزمة الاقتصادية ل 2007 لتعزز مكانتها الاقتصادية عالميا
لتنظيم العولمة تم تعويض منظمة "الغات " بالمنظمة العالمية للتجارة
تزايدت التنظيمات الجهوية مع إدراك بعض الدول على أنها غير ممثلة بما يضمن مصالها في المؤسسات القائمة، هكذا خلقت الصين مع مجموعة من دول آسيا الوسطى: منظمة تعاون شنغهاي، و البنك الآسيوي للإستثمار لتمويل البنيات التحتية، كما تعمل دول أمريكا الجنوبية في نفس الاتجاه على المستوى السياسي
قراءة جيواقتصادية للعالم
تستعمل مجموعة من المعايير و المقاييس و المؤشرات لقياس مستوى التنمية
نقسم هذه المؤشرات و المعايير و المقاييس
مقاييس اقتصادية: الناتج الداخلي الخام/ الدخل الفردي/ الاستثمارات المباشرة في الخارج... إذا كان هذا المقياس يعطي فكرة عامة و يمكن من ترتيب الدول إلا أنه لا يعكس حقيقة توزيع الثروة فالتفاوتات كبيرة بين دول الشمال و دول الجنوب، و حتى داخل كل مجموعة من هذه الدول على حدة، بل و بين الجهات و الطبقات في دولة واحدة كما أن هذا المقياس لا يأخذ بعين الاعتبار تلوث و تدهور البيئة و لا الحقوق الاجتماعية للطبقة العاملة.
مؤشر التنمية البشرية : و يجمع بين مؤشرات الصحة و التمدرس و الدخل الفردي و بعض المؤشرات الأخرى كلما توفرت، و قد استعملت هيأة الأمم المتحدة هذا المعيار منذ الثمانينيات ، و هو يعكس إلى حد ما واقع توزع الثروة.
مؤشرات مستوى الديمقراطية: لا توجد إحصاءات يمكن اعتمادها في هذا المجال لكن ظواهر و مظاهر قابلة للملاحظة تمكن من تكوين حكم على مستوى تحقق و ممارسة الديمقراطية ، على مستوى تعدد الأحزاب،و حق التصويت، و توفر دستور، و احترام الحريات الأساسية و حقوق الإنسان...
مؤشرات الدينامية الديمغرافية: حيت إن كل الدول المتقدمة و المصنعة حققت انتقالها الديمغرافي ، لذلك تعد هذه الدينامية من بين المؤشرات التي تعطي فكرة عن مستوى التنمية
الخلاصة أن استعمال المؤشرات و المقاييس و المعايير مهما تنوعت ، تبقى معدلات لا تعكس حقيقة التنمية و توزيع الثروات على كل المستويات،
المحلية الدولية، السوسيو-اقتصادية
اقتصاد عالمي تسيطر عليه أقطاب
يسيطر الثالوث الاقتصادي على المبادلات التجارية العالمية، الولايات المتحدة الأمريكية و ترتبط بها كندا و المكسيك، و الاتحاد الاوربي و ترتبط به باقي أوربا، و اليابان و ترتبط به جنوب شرق آسيا، معظم الشركات العابرة للقارات في ملك دول الثالوث. تتحكم هذه المؤسسات العملاقة في تنظيم التقسيم العالمي للعمل و تتبادل ٪80 من الانتاج العالمي
عرفت المبادلات بين مجموعة دول الجنوب تطورا مهما، خاصة مع التطور الذي عرفته الصين، التي تشتري المواد الأولية من هذه الدول و تصدر إليها المنتجات المصنعة. كما أن الصين تستثمر في البنيات التحتية في القارة الإفريقية
صعود قوى جديدة
استفادت مجموعة من الدول الجديدة من العولمة، لأن لها ساكنة قوية توفر لها يدا عاملة مؤهلة، بكلفة منخفضة،كما توفر لها سوقا إستهلاكية مهمة، كما توفرت بها مجموعة من الشروط التنظيمية و التقنية و الإدارية و الامتيازات الضريبية جعلتها تستقطب الاستثمارات الأجنبية و الشركات متعددة الجنسية "هذا حال مجموعة البريكس